الثلاثاء، 8 يونيو 2010

ماذا تعرف عن المناعة؟

المناعة Immunity
هي القدرة التي وهبها الله للجسم لمنع حدوث المرض بإذنه تعالى، وذلك بمقاومته للميكروبات ومنع آليات العوامل الممرضة الأخرى من احداث آثارها المرضية. ذلك يتم بتزويد الجسم بآليات ووسائل دفاعات أولية غير متخصصة تصد هذه الميكروبات والعوامل المرضية الأخرى ولا تسمح بدخولها وغزوها أنسجة الجسم الداخلية فتسبب المرض، وإذا عجزت هذه الوسائل العامة غير المتخصصة عن صد العوامل المرضية تصدت لها وسائل دفاعات أخرى قوية ومتخصصة تتعرف على الميكروبات والأجسام الغريبة عن الجسم بدقة، ثم تقوم بتسخير جميع آلياتها الدفاعية القوية لتحطيم ونفتيت هذه الأجسام وتخليص الجسم من شرورها.



الجهاز المناعي Immune System

في الجسم البشري هو جهاز متناثر الأجزاء، أي لا ترتبط أجزاؤه ببعضها البعض بصورة تشريحية متتالية كما في الجهازالهضمي أو التنفسي أو الدوري، ولكنه يتكون من أجزاء متفرقة في أنحاء الجسم، ولكنها تتقاعل و تتعاون مع بعضها البعض بصورة متناسقة متناغمة، وبهذا يعتبر من الناحية الوظيفية وحدة واحدة، ومن أهم مكوناته، نذكر مايلي:

* الخلايا المناعية التي ينتجها نخاع العظم من الخلايا الجذعية:وهي كريات الدم البيضاء عديدة النوى (الحياديات) Neutrophils وكريات الدم البيضاء وحيدات النوى Monocytes وكريات الدم الحامضية ُEosinophils وكريات الدم القاعدية Basophils والخلايا الليمفاويةLymphocytes البائية والتائية (الزعترية) وتخرج جميعا من نخاع العظم لتدور في الدم لتتحسس أي ميكروب أو جسم غريب فتشغل آلياتها الدفاعية والمناعية على مراحل ويذلك تخلص الجسم من شرورالميكروبات الممرضة التي تحاول غزو الجسم والتكاثر والإنتشار فيه وتخريب أنسجته وتعطيل وظائفه الحيوية الفسيولوجية.

* الخلايا اللاهمة الكبيرة :Macophages وهذه خلايا خلق الله لها القدرة على لهم وادخال أي جسم غريب أو ميكروبات حية غازية وكذلك تـلهم الخلايا البيض المتهتكة التي بداخلها الأجسام الغريبة أو الميكروبات التي عجزت عن تفتيتها وقتلها. واللاهمات الكبيرة تلهم أي مخلفات بالية وأشلاء متواجدة بين خلايا أنسجة الجسم، فهي بمثاية كانسات منظفات لأنسجة الجسم بالأضافة لكونها جزء هام من الجهاز المناعي. والخلايا الكبيرة اللاهمة موجودة بين خلايا معظم أنسجة الجسم وتعرف باسماء مختلفة حسب نوع النسيج والعضو المتواجدة فيه فمثلا في الكبد تدعى خلايا "كبفر" Kupffer's cells، وليس اللاهمات الكبيرة هي الخلايا الوحيدة، في الجهاز المناعي، التي لها هذه الخاصية وهي القدرة على لهم الميكروبات والأجسام الغريبة بل يشاركها في ذلك خلايا أخرى مثل: البيض عديدات النوى (الحياديات) والبيض وحيدات النوى وهذه الخلايا الأخيرة تدور في الدم أما اللاهمات الكبيرة فهي ثابتة قابعة مترقبة في الأنسجة وتعرف الأنواع الثلاثة من الخلايا اللاهمة بنظام اللهم للجهاز المناعي Phagocytic System.

* الخلايا القاتلة الطبيعية :Natural Killers (NK) وهي خلايا موجودة بين خلايا الأنسجة تقتل أي ميكروب يلامس سطحه سطحها وذلك بقذف موادها وانزيماتها المفتتة القاتلة للميكروبات، وهي تختلف عن الخلايا اللاهمة الكبيرة بأنها لا تملك القدرة على الإلتهام وادخال الأجسام الغريبة داخل احشائها، بل توجه أسلحتها الدفاعية نحو الهدف وتقذفه قذفا وتفتك به فتكا.

* الغدة الزعترية: Thymus Gland وهي غدة موجودة خلف عظمة الفص وسط الصدر تقوم بانتاج وافراز مواد هامة جدا لتطوير وتنمية وظائف الخلايا المناعية الليمفاوية التائية T-cells ومن أهم هذه المواد التي تفرزها: هرمون الزعترين "الثايموزين"Thymosin

* الغدد الليمفاوية: Lymph Nodes ويوجد منها العشرات وهي كتل عضوية صغيرة مكونة من فصوص من الخلايا المناعية مترابطة مع الأوعية الليمفاوية Lymphatic Vessels التي يجري فيها السائل الليمفاوي Lymphatic Fluid المتصل بالأوعية الدموية. وعندما يصل السائل الليمفاوي المحمل بالميكروبات والمواد الغريبة المختلفة عن المركبات الكيميائية المكونة لمركبات الجسم تقوم الغدد الليمفاوية. بالتعرف عليها والتقاطها وتخلص الجسم من شرورها بوسائلها الدفاعية المتنوعة


* اللوزتان :Tonsils وهما غدتان ليمفاويتان متخصصان تعملان بمثابة حارسيين مخلصين لحماية الجسم من بوابته الرئيسية ونعني الفم ويمكن لك رؤية هاتين اللوزتين عندما تفتح فمك جيدا أمام المرآة وتصيح "آه، آه !" فهما يقبعان في خلف الفم على جانبي اللهاة المتدلية. تلتقط اللوزتان أي ميكروب أو جسم غريب يدخل مع الطعام أو الهواء وتمنع دخوله إلى أعماق الجسم. * الطحال: وهو عضو ذو جيوب دموية كبيرة قد يدعى دعابة بـ"مقبرة الجسم" ويقبع الطحال في الجزء العلوي الأيسر بالقرب من الجنب الأيسر للمعدة. يقوم الطحال بالتقاط كل غريب عن الجسم سواء كانت ميكروبات أو أجسام غريبة منفردة أو خلايا جسدية هرمة ككريات الدم الحمراء الهرمة ويفتتها ألى مكوناتها الأولية ليتخلص منها الجسم بوسائله الأخرى.

* الطحال :Spleen وهو عبارة عن غدة ليمفاوية كبيرة ذات جيوب واسعة توجد في الجزء العلوي من تجويف البطن، من الجهة اليسرى، ويعتبر مكونا من الجهاز المناعي يمكن تشبيهه كمقبرة للجسم، يلعب دورا هاما في مناعة الجسم، يخلص الجسم من الخلايا الهرمة والميكروبات الشاردة ويقوم يتفتيت أشلاء الخلايا المندثرة ككريات الدم وتفكيك مكوناتها لارجاعها في الدم لمراكز الإنتاج للأستفادة منها.

* المواد الكيميائية المساعة: التي تتعاون وتساعد الآليات المتخصصة للجهاز المناعي، وهي كثيرة، نذكر منها ما يلي:

<> الأنزيمات القاتلة للميكروبات مثل: الكاتاليز واللايزوسومات.

<> عوامل جذب الخلايا المناعية نحو موقع تواجد الميكروب الغازي أو الجسم الغريب الداخلChemokines Or Chemotactic Factors (CTFs) وعوامل الجذب هذه تحث على وصول الخلايا المناعية اللاهمة المتحركة مع الدم بأعداد كبيرة لتحد من تكاثر وانتشار الميكروب الممرض.

<> الإنترليوكينات Interleukins (IL) وهي كثيرة الأنواع كل له وظائفه المعينة واتلمخصصة، وهذه تلعب أدوارا هامة ومختلفة في آليات حدوث الإلتهاب وعمليات التفاعلات المناعية.

<> سسلة المكملات Compliments وهي أيضا كثيرة الأنواع ومعقدة في آلياتها، وهي تلعب دورا هاما جدا لمساعدة الدفاعات المتخصصة في الجسم، ونقص أي منها في الجسم قد يعطل الجهاز المناعي المتخصص عن العمل.

<> الإنترفيرونات(IFNs) Interferons ويوجد منها ثلاثة أنواع هي (ألفا ά وبيتا β وجاما γ ) ومن وظائفها الهامة في حمايةالجسم، نذكر مثلا: الإنترفيرون-ألفا يحرم الفيروسات من قدرتها على اجبار آليات الخلية الحية على انتاج نسخ عديدة منه وذلك بحث الخلايا الحية المجاورة للخلايا المصابة والتي لم تصب بالفيروس بعد على انتاج نوع من الإنزيمات والمواد التي تثبط عمل إنزيمات النسخ بالفيروس، وبهذا يمنع الفيروس من التكاثر والانتشار في الجسم وتعطي فرصة أفضل لجهاز المناعة المتخصص بتأدية عمله بصورة أحسن لتخليص الجسم من شروره وكذلك تمنع الانترفيرونات الخلايا السرطانية من الانقسام المستمر، وتزبد من نشاطات الخلايا الفاتلة الطبيعية كما تمكن الليمفاويات التائية القاتلة من تفتيتها، كما إنها تحور الاستجابات بواسطة الخلايا الليمفاوية البائية المسؤولة عن انتاج الأجسام المضادة المناعية.

<> عوامل تفتيت الخلايا السرطانية Tumor Necrosis Factors (TNFs) التي تحاول التكاثر والانتشار في الجسم، وبهذا تحمي بإذن الله أنسجة الجسم من تسرطن الأنسجة.

<> عوامل تحريض تكوين مجموعات الخلايا الليمفاوية المتخصصة Colony Stimulating Factors (CSFs) من الخلايا الليمفاوية البائية والتائية، التي تحسست توا بالميكروبات أو الأجسام الغريبة.

هذه، باختصار، هي أهم مكونات الجهاز المناعي المتفرقة في الجسم،والتي يمكن تصنيففها بايجاز، في الآليات التالية:

•نظام المناعة عن طريق انتاج اجسام مناعية مضادة بواسطة الخلايا الليمفاوية البائية.

•نظام المناعة عن طريق انتاج خلايا مناعية متخصصة مضادة بواسطة الخلايا الليمفاوية التائية.

•نظام اللهم عن طريق الخلايا اللهمة وهي البيض عديدات النوى (الجياديات) والبيض وحيدات النوى واللاهمات الكبيرة.

•نظام المكملات المناعية المساند لجهاز المناعة المتخصصة والداخل في آليات حدوث الإلتهابات.

•نظام السايتوكينات وهي مواد كيميائية مطلوبة لاتمام عمليات الدفاع والمقاومة بواسطة الأنظمة الأخرى.

ويعمل كل نظام من تللك الأنظمة المذكورة إما منفردا لوحده أو بمساندة وتعاون الأنظمة الأخرى، ولهذا فإن أي خلل وظيفي أو نقص كمي في أحدها قد بحدث آثارا سلبية ربما تكون وخيمة على الصحة حيث يتعطل الجهاز المناعي عن العمل وبيصبح الجسم فريسة للميكروبات تعيث فيه فسادا حمانا الله من ذلك، وهذا يعتمد طبعا على نوع العنصر المناعي المختل وعلى مدى تأثيره على بقية الأنظمة المناعية الأخرى.

أما الغدد الليمفاويةالليمفاوية الكثيرة واللوزتان والطحال فإنها تعمل، جميعا في الجسم، كمصيدة تتحسس وتنتظر مرور أي جسم غريب أو ميكروب غاز، مكونات جسمه تختلف عن تلك الموجودة بالجسم وهذه الأجسام الغريبة تدعى علميا المستضدات أو "الأنتيجينات" Antigens، والتي تصل إليها عن طريق الهواء أو الطعام أو الدم أو السائل الليمفاوي أو الجروح الموجودة في الجلد، فتلتقطه خلاياها المناعية وتوجه له ما يناسبه من أسلحة قذف لتدميره وتخليص الجسم منه.

ماهي المتضدات؟

المستضدات أو الأنتيجينات Antigens هي مواد كيميائية مشتقة من أجسام الكائنات الحية الأخرى أو خلايا الميكروبات أو جزيئات بروتينية أو كربوهيدراتبروتينية وغيرها وهذه المواد تختلف في تركيبها الكيميائي عن مكونات الجسم وبهذا تحث الخلاياالمناعية المتخصصة في الجسم للتفاعل معها وتكوين أجسالما مضادة لها أو لسمومها أو بلعها وتفتيتها أو إنهاء آثارها الضارة على الجسم بآليات الجهاز المناعي المختلفة.

ماهي الأجسام المضادة؟

Antibodiesهي مواد كيميائية متخصصة تفرزها الخلايا الليمفاوية البائية B-Lymphocytes عندما تلامس وتتحد بالأنتيجنات الغريبة عن الجسم، حيث تحث آلياتها المناعية لتقوم بتصنيع وافراز هذه المواد المضادة التي تسهل عمليات تخليص الجسم من شرورها.H


الخلايا الليمفاوية Lymphocytes:
هي نوع من الخلايا المتخصصة تابعة لجهاز المناعة في الجسم، تنتج داخل نخاع العظم وتخرج منه لتدور في الدم حتى يحين عملها عندما تصادف ميكروبات غلزية فتحاربها وتبيدها أو أجسام غريبة عن مكونات الجسم فتخلص الجسم منها، وهي نوعان:



أ)- الليمفاويات البائية B-Lymphocytes

وهي الخلايا المناعية التي تقوم بالتعرف على الأجسام والمكونات الغريبة (الأنتجينات) Antigens عن الجسم فتقوم بعد ذلك بانتاج أجسام مناعية مصممة ومناسبة لمضادة هذه الأجسام الغريبة عن الجسم وتدعى المواد التي تنتجها، الجلوبينات المناعية (المضادات المناعية أو الأجسام المناعية المضادة) Immunoglobulins واختصارها هو Ig وتوجد منها خمسة أنواع هي:

1- الجلوبيولينات المناعية من النوع "إيه" IgA

2- الجلوبيولينات المناعية من النوع "جي" IgG

3- الجلوبيولينات المناعية من النوع "إم" IgM

4- الجلوبيولينات المناعية من النوع "دي" IgD

5- الجلوبيولينات المناعية من النوع "إي" IgE



واليمفاويات البائية عندما تصادف الأنتيجينات الغريبة لأول مرة تقوم بالإنقسام المتكرر لتكوين مجموعات كل مجموعة تدعى مستعمرة منسوخة أو " كلون Clone " كل مجموعة تتخصص لانتاج نوع واحد من الأجسام المضادة توجه لنوع واحد من الأنتيجينات وبعض من خلايا المجموعة يذهب ليخلد للراحة والاستقرار ولكنها تحتفظ بادق التفاصيل المعلوماتية عن أنتيجينها الذي كان السبب في انتاجها أساسا، وتدعى مثل هذه الليمفاويات البائية " ليمفاويات الذاكرة البائية B-Memory Lymphocytes " وهذا النوع يكون بمثابة جنود احتياط، تدعى فورا في حالة هجوم العدو مرة ثانية أي عندما يحصل غزو جديد من الميكروب القديم الذي أبيد أو دخول نفس الأنتيجين الجسم من جديد حيث كان له سجل قديم في سجلات ليمفاويات الذاكرة البائية، فتقوم هذه الخلايا بالانقسام المتكررالسريع دون تأخير وصب تركيزات عالية من الأجسام المضادة في وقت قصير، فتباد الميكروبات أو تفتت الأنتيجينات دون اعطائها قرصة لها لتفعل فعلها المشين في الجسم.



ب)- الليمفاويات التائية (أوالزعترية) T-lymphocytes

وتدعى أيضا " المناعة الخلوية Cell- mediated Immunity " تنتج في نخاع العظم وعندما تصل الغدة الزعترية تتطور وتنمو هناك وتتخصص في وظائفها، وعندما تنقسم الخلايا الليمفاوية التائية الأمهات ينتج عنها مجموعات من الخلايا المختلفة كل مجموعة تتخصص بالقيام بوظائف معينة تختلف عن مهام المجموعات الأخرى مثل:

* الخلايا الليمفاوية التائية المساعدة T-helper Cells :

ومن أهم وظائفها الرئيسية التعرف على الأنتيجينات الغريبة في الجسم وتقديم المعلومات والآليات المساعدة للخلايا الليمفاوية البائية النامية التي تقوم بالإنقسام لتكوين خلايا بائية أخرى تقوم بانتاج تركيزات عالية من الجلوبينات والأجسام المناعية المضادة وبهذا تلعب التائيات المساعدة دورا أوليا في انتاج مناعة الجسم، وفيروس الإيدز يقوم باتلاف التائيات المساعدة بشكل خاص وبهذا تضعف مناعة الجسم.



* الخلايا الليمفاوية التائية الخاقضة للتفاعل المناعي T-Suppressor Cells :

وهي خلايا مناعية تائية تنظم درجة التفاعل المناعي بين الخلايا المناعية البائية والأجسام الغريبة وتجعله متزنا لا مفرطا وبهذا تعمل تماما بعكس آلية الخلايا المساعدة السابقة الذكر أي أن هذه الخاليا المناعية التائية تقلل من إنقسام الخلايا البائية النامية التي تنتج خلايا متخصصة لإنتاج المضادات المناعية المتخصصة لنوعية الإنتيجينات الغريبة الداخلة في الجسم. وربما يكون فرط الحساسية ونشوء بعض الأمراض المناعية الذائية هو بسبب اختلال عدد التائيات الخافضة في الجسم!!؟



* الخلايا الليمفاوية التائية التالفة للخلايا الأخرىor Cytotoxic

Killer T-cells:

وهذه أيضا نوع آخر متخصص من الليمفاويات التائية، ينتخ بالإنقسام المتكرر للخلايا التائية النامية بعد أن تتعرف وتسجل معلومات مناعية داخلها من أسطح خلايا غريبة عن الجسم كخلايا عضو أو نسيج مزروع داخل الجسم. وهذا النوع من الخلايا المناعية التائية هو المؤول عن رفض الأنسجة والأعضاء المزروعة عندما تترك لتعمل بدون ضابط أو رادع لهذا بجب على من زرع عضو في جسمه أن ينتظم على نوع من مثبطات الخلايا المناعية خصوصا التالفة للخلايا.


كيف يحمي الجسم نفسه من الميكروبات والأجسام الغريبة؟


تحيط بالجسم البشري من كل صوب وحدب أعداء عديدة وعوامل ممرضة كثيرة، بعضها ينتج من غزو كائنات حية تأخذ أشكالا وأحجاما وأسماء مختلفة مثل الديدان والطفيليات والبروتوزوات والسوطيات والفطريات والبكتيريا والميكروبات الحلزونية والريكتسيا والفيروسات وكل جنس منها يتكون من فصائل عديدة، ناهيك عن الأجسام الكيميائية الجزيئية التي تنتج من تحللها في البيئة وقد تدخل الجسم من أبواب شتى وبوسائل عدة، فمنها ما يدخل عن طريق جروح بالجلد عن طريق ملامستة بالملوثات ومنها مايدخل مع الطعام ومنها مايدخل مع الهواء الذي لا نحيا إلا به ومنها ما يدخل مع الماء الذي نشربه ونستحم به ومنها ما يدخل عن طريق الدم الملوث بالحقن والسوائل العلاجية ومنها ما ينتقل عن طريق المعاشرات الجنسية غير المشروعة ومنها الذي يأتينا من اللحوم المكروبة بالجراثيم والطفيليات والفيروسات ومنها ما يدخل على شكل غبار ومساحيق وما أكثر الأعداء حين تعدها ولكنها برحمة الله ثم بمناعة الجسم مصدودة، فكيف يتم ذلك؟

عندما خلق الله المبدع أجسامنا وهو العالم بما يحيط بها من أعداء زودها بوسائل دفاعية منيعة تصد الأعداء على أعقابهم إلا ما قدر الله لنا فإنه كائن وحاصل لنا. وحصانة الجسم تتم بوسائل دفاعاته المتنوعة والمتخصصة تماما كدفاعات الدول المنيعة فكما للدول سلاح للحدود وجيشها يتكون من سلاح المدفعية وسلاح الصواريخ ذات المدى البعيد وسلاح الطيران وبعض الدول لها سلاح نووي وغيره، كذلك الجسم وسائل دفاعاته متنوعة ويمكن تقسيمها في ثلاث خطوط أو جبهات، هي:
1) المناعة الفطرية أو الجبليةالعامة غير المتخصصة Innate :Immunity

وهي الوسائل الدفاعية التي تحمي الجسم بأذن الله تعالى وتقاوم وتحارب وتمنع وتفتت أي ميكروب أو أي جسم غريب بحاول دخول الجسم ليعيث فيه فسادا ويحدث فيه داء، هذا النوع من الوقاية والحماية ينتج عن وسائل دفاعية غير متخصصة لنوع معين من الميكروبات أو الأنتيجينات ومن هذه الوسائل الدفاعية:



* وجود الطبقة القرنية الصلبة ذات الخلايا الملتحمة والمتراصة بسطح الجلد، فتشكل عائقا منيعا يسهل اختراقه أو النفاذ منه ويدعم ذلك حموضة سطح الجلد الناتجة من سيلان الطبقة الدهنية الحامضيةعلى سطح الجل، والوسط الحمضي يميت معظم الميكروبات خاصة البكتيريا.



* إفرازات المعدة الحمضية، حيث تقوم خلايا بطانةالمعدة بانتاج وافراز حمض الهايدروكلوريك القوي الذي يفتت أجسام الميكروبات الداخلة مع الطعام إربا إربا، هذا بالإضافة إلى الإننزيمات الهاضمة المذيبة لبروتينات بعض الجراثيم ولبعض مكونات الخلايا الميكروبية.
* عصارة الصفراء التي تحتوي على الأملاح الصفراوية تصب في تجويف الإمعاء الدقيقية لها القدرة العجبية في تثبيط نمو وانقسام البكتيريا الضارة ماعدا سالبة صبغة جرام.
* الدموع تحمي بإذن الله العين من الميكروبات لأنها تحتوي على مضادات ميكروبية قاتلة كانزيم اللايزوسوم.
* الشمع الأذني (الصملاخ) وهو أيضا يحمي مدخل الأذن لأنه قاتل للجراثيم.
* اللعاب الذي يحتوي على بعض المواد القاتلة للجراثيم وبعض الأنزيمات القاتلة للميكروبات.
* السائل المخاطي اللزج الذي يبطن جدار القناة التنفسية حيث تلتصق به الميكروبات والأجسام الغريبة الداخلة مع الهواء فتفوم الأهداب الموجودة في بطانة القناة التنفسية بكنس وطرد هذه الأجسام الغريبة للخارج، بالضافة ألى وجود انزيمات مذيبة للميكروبات مثل اللايزوسوم.

* الأهداب الصغيرة الموجودة في بطانة القناة التنفسية تمنع وصول الأجسام الغريبة وذلك بقيامها بعملية الكنس المستمرة للخلف واخراج الأجسام الغريبة خارج القناة التنفسية وتخلصها من شرور هذه الأجسام.


* لبن الأم له فوائد جمة في حماية جسم الوليد من الميكروبات الضارة، لأن الحليب يحتوي على خلاصة مناعة الأم من الأجسام المضادة لأنواع شتى من الميكروبات والفيروسات وغيرها من وسائل الدفاع ومن هنا تكمن أهمية ارضاع الأم لمولودها بلبن ثدييها المخلوقين من أجل تغذية جنينها لاتباهي بهما بجمالها.

* الإنترفيرونات Interferons وهي أنواع من البروتينات غير المخصصة تصنعها وتقرزها الخلايا التي غزتها الفيروسات فعندما تتحد مع الخلايا السليمة تجعلها منيعة للفيروسات الغازية وأي فيروسات أخرى جديدة لأنها تحث الخلايا المحيطة لانتاج كميات كبيرة من الإنزيمات التي لها القدرة على تثبيط مقدرة الفيروس على نسخ وانتاج نسخ كثيرة منه باستخدام خامات وآلية الخلايا وبهذا تقل أعدادالفيروس الغازية تدريجيا وبهذا يتخلص الجسم من شروره.



فكما لاحظت أن هذه دفاعات خطوط أولية جهزالله تعالى أجسامنا بها لتصد كل غريب يحاول الولوج والدخول ليتغلغل في أحشائنا وينتهك حرمة أجسامنا ولكن هيهات له لو نجح فإن دفاعات الجسم غير المتخصصة الثانوية واقفة له بالمرصاد تترقب وصوله لتصل إليه وتصطاده وتبادره بالهجوم، ماهي هذه الدفاعات الثانوية؟
2)- المناعة الخلوية العامة غير المتخصصة General Nonspecific Cellular Immunity :

لو تمكنت الميكروبات المعادية من اقتحام الخطوط الأولية لدفاعات الجسم من أحد منافذه، ولنقل، مثلا، من خلال جرح قطعي بالجلد ماذا يحدث؟
تبدأ الدفاعات الثانوية باستنفار ونشر نفسها وتفعيلآلياتها الدفاعية فورا في سلسلة عمليات متلاحقة تبدأ بحدوث إلتهاب شديد Acute Inflammation تحيط بالميكروبات الغازية في خلال ثواني أو دقائق لتحجم الغزو وتمنعه من التقدم والانتشار.
ماهو الإلتهاب ؟
هوالاستجابة الفورية Immediate Response لأنسجة الجسم المغزوة بجسم غريب، كأن يكون نوعا من البكتيريا، وذلك يتم بحدوث تغيرات غير فسيولوجية مكان الغزو، يتميز بتمدد الأوعية الدموية إلى أقصى مدى بسبب افراز كميات من مواد مولدة للالتهاب وموسعة للأوعية الدموية ومن أهمها مادة الهيستامين Histamine والكاينينات Kininsوبعض الانترليوكينات

Interleukins وغيرها من المواد المولدة للالتهاب التي تفرزها أنواع من الخلايا المتخصصة مثل الخلايا الصارية Mast Cells والبيض الحامضيات

Esinophils والليمفاويات التائية T-cells وهذه المواد ايضا تزيد من نفاذية الأوعية الدموية الصغيرة والشعيرات الدموية للنفاذ للسوائل من الدورة الدموية Capillary Permeability للسوائل وذلك يؤدي ألى تورم الأنسجة Oedema في مكان الإلتهاب كما يسمح لنفاذالمواد الكيميائية المذيبة للاجسام والقاتلة للبكتيريا بالتوجه مكان الغزو، وزيادة نفاذية جدران الأوعية الدموية يتيح للخلايا المناعية الدفاعية اللاهمة Phagocytic Cells، وسميت كذلك لأنها تملك خاصية إدخال الأجسام الغريبة والميكروبات داخل احشائها وهضمها بصب انزيماتها الهاضمة والمفتتة لبناءاتها الكيميائية والتشريحية أي تقوم بتفتيتها وابطال مفعولاتها الممرضة أو قتلها للميكروبات الحية الغازية وتمنع تكاثرها وانتشارها، وهي ثلاثة أنواع، هي :
* البيض عديدات النوى Neutrophils وهذه يزداد عددها بشكل كبير في حالة الغلتعابات الجرثومية الحادة، ولدى تكون استجابتها سريعة وفورية.
* وحيدات التوى Monocytes وتشبه في عملها اختها البيض عديدات النوى ولكن استجابتها ابطأ من الأولى ولهاذا يزداد عددها في الدم في حالة وجود التهابات جرثومية مزمنة لم تستطع عديدات النوى تخليص الجسم منه بعد بذل اقصى نشاطاتها الدفاعية.

* الخلايا اللاهمة الكبيرة (اللاهمات الكبيرة) Macrophages وهي تتواجد بنوعين، هما:

•اللاهمات الكبيرة الثابتة Tissue Macrophages وتسمى باسماء مختلفة حسب النسيج الموجودة فيه وهي تتواجد في معظم أنسجة الجسم متأهبة ومتحسسة لكل داخل غريب بالقرب منها.

•اللاهمات الكبيرة الدوارة Circulating or Mobile Macrophages وهي تلك التي تحمل الرسائل المجموعة عن الميكروبات والأجسام الغريبة لتقدمها للخلايا المناعية المتخصصة، والقابعة في الغدد الليمفاوية المنتشرة في الجسم، والتي تلعب أدوارها الدفاعية والمناعية بعد الحصول عن معلومات وافية عن الأجسام الغريبة والميكروبات الداخلة في الجسم، فتجهز لها ما يناسبها من أسلحة ومعدات فتاكة كالأجسام المناعية المضادة وتخصيص نوعا من الخلايا القاتلة.

* ويوجد نوع آخر من الخلايا المناعية غير المتخصصة متواجدة باستمرار في معظم الأنسجة تدعى الخلايا القاتلة الطبيعية Natural Killers (NK)، وهي خلايا قوية وعنيفة جدا في قتلها للجراثيم وسائر الميكروبات الحية الغازية وهي تختلف عن الخلايا اللاهمة الأخرى لأنها لا تدخل الميكروبات داخل أحشائها ولكنها تقذف بانزيماتها الفتاكة واللمفتتة عندما تلامس اجسامها أجسام الأجسام الغريبة والميكروبات.
وتصل مكان المعركة أنواع متعددة من آليات المقاومة والدفاع، منها:
* وصول عوامل التجلط خاصة الفايبرونوجين Fibrinogen الذي يبني سورا منيعا حول الميكروبات لاعاقتها وحجز سمومها عن التغلغل والتحرك إلى الأنسجة المجاورة.
* تحررعوامل جذب الخلايا المناعية Chemotactic Factors في مكان الغزو الميكروبي وهي مواد كيميائية تأتي من عدة مصادر ووظيفتها الرئيسية هي جذب الخلايا المناعية اللاهمة خاصة، عديدات النوى، باعداد كبيرة في منطقة الإلتهاب.

* الخلاية المغزوة تستهلك كميات كبيرة من سكر الجلوكوز الذي يتولد من استقلابه داخل الأنسجة كميات كبيرة من حمض اللبنيك (اللاكتيك) Lactic Acid الذي يحول الوسط الكيميائي مكان الإلتهاب إلى وسط حامضي قوي يعيق نمو البكتيريا ويساعد على إبادتها.

* بعد وصول المعلومات التفصيلية للخلايا المناعية المتخصة (الليمفاويات) بواسطة الخلايا اللاهمة المتحركة، تقوم هذه الخلايا المتخصصة بانتاج وافراز كميات كبيرة من من مواد كيميائية تذوب في بلازما الدم لتأدي أدورا هامة لتنشيط الفاعلات الدفاعية والمناعية، كل حسب تخصصه وتدعى هذه المواد اجمالا الكيمياويات الخلوية الليمفاوية (السايتوكاينات أو الليمفوكاينات) Cytokines or Lymphokines ، ومنها نذكر مايلي:

*> الإنترليوكينات Interleukins

*> الإنترفيرونات Interferons

*> عوامل تفتيت الخلايا السرطانية Tumor Necrotizing Factors

*> الكيموكاينات Chemokines

*> عوامل تكوين المجموعات الخلوية المتخصصة Colony Stimulating Factors
المناعة الخلوية المتخصصة Specialized Cellular Immunity :
وبعد دقائق من حدوث الغزو الميكروبي وعندما تصل أعداد كافية من البيض عديدات النوى تحت تأثير عوامل الجذب الكيميائية Chemotactic factors وتباشر هذه الخلايا دورها المنوط بها وهي أدخال الميكروبات والأنتيجينات الغريبة والأنسجة الميتة المتحللة داخل أحشائها فتقوم بصب أنزيماتها المفتتة التي تقتل الميكروبات. وعندما يصبح الإلتهاب مزمنا وتطول فترته وقد تعجز البيض عديدات النوى عن تحجيمه، كما في الإصابة ببكتيريا السل (الذرن) أو ببكتيريا البروسيلا أو طفيلي الليشمانيا حيث يكون الإلتهاب مزمنا وفي هذه الحالة تصل إلى المنطقة دفاعات أخرى من خلايا مناعية مختلفة تدعى الخلايا اللاهمة النحركة وهي ثلاثة أنواع من الخلايا:

•اللاهمات الكبيرة Macrophages وهذه الخلايا لها قدرة كبيرة على لهم الميكلاوبات و الأنتيجينات والأجسام الغريبة وكريات البيض المهترئة وبداخلها الميكروبات الشرسة وكذلك تلهم أي مخلفات أوأشلاء خلايا ميتة وأي مواد مطروحة في أرض المعركة الحامية التي دارت بين البيض والميكروبات الغازية ! وبالرغم من قوة الأسلحة العاتية التي تستخدمها اللاهمات الكبيرة إلا أن هناك نوعا من الميكروبات شديدة القوى في احداث آلية المرض بحيث لا تقوى عليه اللاهمات مثل بكتيريا السل Tuberculosis والبروسيلا Brucellosis وعصيات الجذام Leprosy وطفيلي الليشمانيا Leishmaniasis والملاريا Malaria وبعض هذه الميكروبات يستطيع الإفلات من أسلحة اللاهمات القاتلة وقد يتكاثر داخلها أو قد يؤدي إلى تفجيرها وقتلها والإنتشار والتكاثر في الأنسجة ولكنه سيواجه دفاعات أخرى أقوى منه وهي آليات المناعة المتخصصة. ولكن وظائف اللاهمات ليس مقصورا على اللهم والتفتيت وإبادة الميكروبات ولكن تقوم بأدوار أخرى ومن أهمها أن بعضها ينتقل من مكان الإلتهاب إلى الغدد الليمفاوية المجاورة لمكان الإلتهاب حاملة ما التهمته من أنتيجينات غريبة عن مكونات الجسم وتقدمه للخلايا الليمفاوية البائية القابعة هناك فتقوم بالانقسام المتكرر لتكون مجموعات منسوخة تتخصص في تصنيع وانتاج أجسام مناعية مصممة لتكون صالحة للتفاعل المناعي مع هذه الأنتيجينات المتخصصة، ولو لا اللاهمات، لما تمكنت من عمل ذلك. وتوجد نوع من اللاهمات الثابتة في أنسجة أعضاء الجسم المختلفة تقوم بنفس الدور الرئيسي المرسوم لها وهي لهم الأجسام الغريبة ويمكن رؤيتها في جيوب الغدد اللليمفاوية والطحال وبين الخلايا الكبدية وبين أنسجة المخ وفي الجلد وفي الأنسجة الضامة ومجموع هذه الخلايا يعرف بالجهاز الشبكي البطاني Reticulo-endothelial System = RES
•النوع الثاني من الخلايا اللهمة المتحركة الذي يأتي مع اللاهمات الكبيرة يدعى البيض وحيدات النوى Monocytes وتساعد اللاهمات الكبيرة ويكثر تعدادها في الدم في حالة وجود التهابات ميكروبية مزمنة مثل السل والبروسيلا والليشمانيا والملاريا أو الفيروسات المزمنة.
•كذلك تصل إلى منطقة الإلتهاب نوع من الخلايا تدعى الخلايا القاتلة الطبيعية (القاتلات الطبيعية) Natural Killer Cells (NK) وهي خلايا تنجذب وتتجمع مكان الإلتهاب المزمن عندما تعجز البيض عديدات النوى عن تخليص الجسم من الميكروبات الغازية، وهذا النوع ليس كالخلايا اللاهمة فإتها تقتل الميكروبات بصب موادها وإنزيماتها الفتاكة عندما تلامس أسطحها أسطح خلايا الميكروبات وليس بادخال الميكروبات في اجشائها كما تفعل الخلايا الآنفة الذكر (أي هي خلايا غير لاهمة).
3)- المناعة المتخصصة أو النوعية Specific Immunity:

وسميت كذلك لأن المناعة هنا تتم بانتاج وبتخصيص أنواع من المواد تدعى الأجسام المناعية المضادة Antibodies or Immunoglobulins أو خلايا مناعية تائية متحسسة ٍSensitized T-Cytotoxic Cells مخصصة للتعامل مع نوع معين واحد فقط من الميكروبات أو الخلايا أو الأنتيجينات الغريبة عن الجسم، عندما تعجزالدفاعات العامة في الجسم عن ذلك، وتتكون من نوعين من الخلايا المناعية المتخصصة، هما:
أ) الخلايا الليمفاوية البائية B-Lymphocytes: وتنتج الأجسام المضادة النوعية المتخصصة للتفاعل مع أنتيجينات معروفة لتخليص الجسم منها.
ب) الخلايا الليمفاوية التائية T-Lymphocytes: وهي الخلايا المتخصصة لتفتيت الخلايا الغريبة عن الجسم بنفسها مباشرة ولذلك يدعى هذا النوع من الدفاع المناعة بواسطة الخلايا أو المناعة الخلوية Cell-Mediated Immunity
الغدة الزعترية في الجسم،
الغدة الزعترية Thymus Gland هي عضو تابع للجهاز المناعي توجد خلف عظمة القص في وسط الصدر، وهي تلعب دورا، غاية في الأهمية، في تطوير مناعة الجسم ضد الأمراض الميكروبية وذلك عن طريق الخلاية المناعية ألتائية (الزعترية) T-lymphocytes التي تتطور وتنمو داخل الغدة الزعترية عندما تصل لها غضة من نخاع العظم، وذلك عن طريق تأثير المواد التي تفرزها هذه الغدة خاصة "الثايموزين". والأطفال الذين يولدون بغدد زعترية ضامرة أوغير فعالة أو منعدمة الأنسجة، يعانون الأمرين ويصبحون عرضة لالتهابات ميكروبية خطيرة على صحتهم وحياتهم خصوصا الإلتهابات الفيروسية والفطرية منها.
المناعة المكتسبة الطبيعية والصناعية النشطة ..

1)المناعة الطبيعية النشطة المكتسبة Naturally-acquired Active Immunityهي تللك المناعة التي يكسبها الشخص ضد الميكروبات الممرضة بعد إصابته بها فعلا، وقام جسمه بالتخلص منها وتكوين مناعة وحصانة ذاتية دون تدخل الوسائل الطبية، كأن يصاب الشخص بداء الحصبة أو الجدري المائي وهي أمراض فيروسية، فلا يصاب بها هذا الشخص حتى ولوتعرض للفيروس مرة أخرى لأن آليات الدفاع والمقاومة في جسمه تتذكر ذلك جيدا فتوجه أسلحتها البيدة لهذه العوامل المرضية وتمنع دخولها أو لا تسمح لها بالتكاثر.

2)المناعة الصناعية النشطة المكتسبة وهي المناعة التي تكتسب باعطاء التطعيمات محضرة من ميكروبات حية مضعفة أو من مواد مشتقة من جسم الميكروب أو سمومه فيقوم الجسم خلايا المناعة المتخصصة بانتاج أجسام مناعية واقية تحمي الشخص لو تعرض لغزو هذه الميكروبات مستقبلا فبإذن الله تعالى لا تؤثر عليه عذه الميكروبات كثيرا.

3)المناعة المؤقتة السالبة ويقصد بها اعطاء الشخص مادة مصلية محضرة من أمصال منيعة تحتوي على أجسام مناعية مضادة للميكروبات المراد الوقاية من شرورها كأن يكون الشخص قد تعرض لعدوى أو حادث عرضي لميكروب ممرض لم يتعرض له من قبل كوخز بأبرة ملوثة، ولهذا يخاف على ذلك الشخص من الإصابة بالمرض أو سم الميكروب المعني أو أن الميكروب لا يوجد له طعم فعال، كالتتطعيم الذي يعطى للعاملين في حقل الطب ومعاشرة المرضى المصابين بأمراض ميكروبية معدية، مثل: فيروس التهاب الكبد الوبائي أو مضاد الكزاز وغيره وتسمى هذا النوع بالمناعة السالبة لأن جسم الشخص،هنا، لا دخل له في انتاج المضادات المناعية المتخصصة، وكونها مؤقتة لأنها لا تدوم طويلا وليس أثر من عدة أسابيع.

التطعيمات Vaccines :

هي مستحضرات طبية مشتقة من مكونات أجسام الميكروبات الممرضة للإنسان، تعطى إما عن طريق القم أوبواسطة الحقن لحث الجهازالمناعي على انتاج دفاعات واقية متخصصة لصد ومنع تكاثر وانتشار هذه الميكروبات وبالتالي منع حدوث المرض، بإذن الله تعالى، عندما يتعرض الشخص المطعم لمثل هذه الميكروبات التي تحاول غزو جسمه مستقبلا، فينتج من تلك العملية أجساما أو خلايا مناعية متخصصة أوأحيانا ينتج الإثنان معا، على أهبة الاستعداد دائما.
هل التطعيمات أنواع؟
وتصنف التطعيمات حسب المادة التي تحضر منها إلى أنواع مختلفة، منها:
* أن يكون محتويا على أجسام ميكروبات حية بعد تضعيف قدرتها الممرضة، ويدعى مثل هذا الطعم: اللقاح الحي المضعف Live Attenuated Vaccine مثل:

•لقاح السل (الذرن) Tuberculosis or BCG الذي يحب أن يعطى على شكل حقن في عضلة الكتف لجميع الأشخاص الذين يكون عندهم الفحص المناعي ضد الذرن سالبا (اي الذين لم يتعرضوا لميكروبات السل من قبل) وتنصح السلطات الصحية في بعض الدول بتلقيح المواليد الجدد في نهاية الأسبوع الأول من العمر، ويجب أن لا يعطى لؤلئك الأشخاص الذين يكون عندهم الفحص المناعي موجبا.

•لقاح الجذري Smallpox ويحضر من فيروس جذري البقر الحي Cowpox Virus المضعف ويعطى هذا اللقاح عن طريق تشطيب (تسحيج) الجلد في سطح الذراع الداخلي باللقاح لكل الأشخاص، ومعظم الدول أوقفت تطعيم رعاياها بهذا اللقاح بسبب انعدام الفيروس على وجه الأرض بفضل الله ثم بفضل خملات التطعيم التي تمت في دول العالم فخلصنا الله من وباله وشروره إلى الأبد والحمد الله الذي سخر لنا العقول البشرية لنفع البشرية.

•لقاح شلل الأطفال الفمي Oral Poliomyelitis Vaccine (OPV) ويحتوي سائل هذا النوع من لقاح على ثلاث فصائل مختلفة من فيروس شلل الأطفال الحي المضعف ويعطى عن طريق الفم، إلا أنه يوجد نوع آخر يعطى عن طريق الحقن تحت الجلد محضر من فيروسات مينة يدعى لقاح "سابين" Salk-Type Polio Vaccine. وبفضل الله ثم بفضل هذه القطرات الصغيرة عن طريق الم ونتيجة للحملات الدولية المستمرة نجحت البرامج الوقائية ضد هذا المرض الخطير والمعيق للنشاط الإنسان في تقليل نسبة الأوبئة التي تجتاح كل دول العالم كل عام إلى أدنى نسبة حدوث، وانشاء الله ستتخلص البشرية من شروره في وقت قريب كما تخلصت من داء الجذري الخطير إذا آمنا بمبدء الوقاية خير من العلاج أو القول الحكيم "درهم وقاية خير من قنطار علاج".

•لقاح الحصبة الإعتيادية ويحضر من فيروسات حية مضعفة ويعطى عن طريق الحقن عادة في نهاية السنة الأولى من عمر الطفل وإذا تأخر إعطاؤه عن ذلك العمر يمكن إعطاؤه في أي سن مابين السنة الأولى والخامسة عشرة من العمر ويقضل عند دخول المدرسة لأول مرة. ويجب أن لا يعطى هذا الطعم للأطفال الذين يشكون من أي مرض تحسسي ×صوصا الأمراض الأتوبية أو لؤلئك الذين يشكون من الصرع والاهتزازات العضلية المصاحبة لارتفاع حرارة الجسم.

* أن يكون محضرا من ميكروبات بكل جسمها ولكن بعد قتلها تماما بوسائل كيميائية أو فيزيائية مع المحافظة على بناء جسمها (أيعدم تهتيك أجسامها)، ويدعى مثل هذا اللقاح طعم الميكروبات الميتة Killed Vaccine، مثل:

•لقاح السعال الديكي Pertussis or Whooping Coughs

•لقاح حمى التيفوئيد Typhoid Fever or TAB ويحتوي هذا اللقاح عادة على بكتيربا ميتة من السالمونيللا تايفاي Salmonell typhi المسببة للحمى التيفوئيدية والفصائل الأخرى كسالمونيللا باراتايايفي أ، ب، ج ٍSalmonell paratyphi A, B & C .

•لقاح الهيضة (الكوليرا) Cholera

•لقاح الطاعون Plague

•لقاح داء الكلب Rabies

•لقاح شلل الأطفال Poliomyelitis الذي يدعى لقاح "سولك" Salk-type Polio Vaccine ويعطى بحقنه تحت الجلد، ولكن لقاح شلل الأطفال يمكن أن يحضر من فيروسات الشلل الحية المضعفة القدرة على احداث المرض أيضا ِAttenuated Polio Virus Vaccine (Oral Polio Vaccine) ويعطى على شكل قطرات بالفم.
* أن يكون محضرا من ميكروبات حية مشابهة للميكروب المطلوب التحصين ضده ولكنه لا يسبب ضررا مثل الميكروب الأصلي أي يكون الميكروب من نفس الجنس ولكن مختلف الفصيلة مثل لقاح الجذري Smallpox Virus الذي يحتوي طعمه على فيروس جدري البقر Vaccinia or Cowpox Virus وليس جدري البشر.

* أن يكون اللقاح محضرا من السم الذي يفرزه الميكروب الممرض وذلك بعد تضعيف أو إلغاء مفعوله السمي والمرضي نهائيا، ولكن مع ابقاء خاصية استضداده (أي قدرته على حث الجهاز المناعي لانتاج اجسام مناعية قوية مضادة له)، ويدعى مثل هذا اللقاح الطعم مضعف السم لإخ Toxoid Vaccine، مثل:

•لقاح الخناق (الدفتيريا) Diphtheria

•لقاح الكزاز (التيتانوس) Tetanus

ويعطى هذان الللقاحان عادة للطفل مع لقاح الدفتيريا السابق الذكر دفعة واحدة ويعرف عندئذ بــ"اللقاح الثلاثي" Triple Vaccine Or DPT .
متى تعطى التطعيمات المنتظمة للأطفال، ومتى تعطى للكبار؟

إن جداول التطعيمات المتظمة التي يجب أن تعطى للأطفال لتحصن أبدانهم من غوائل الميكروبات الممرضة تختلف من قطر إلى آخر بالنسبة للعمر التي يجب اعطائها فيه، ويجب أن نفهم حقيقة علمية هامة وهي: أن الطفل عادة يلد وهو مسلح بأجسام مناعية مضادة للميكروبات التي تعرضت أليها أم الوليد أو تطعمت ضدها أثناء حياتها قبل حملها به، وذلك بانتقال هذه الأجسام المناعية من دم الأم إلى الجنين عن طريق الحبل السري، ولكن هذه الأجسام يقل تركيزها تدريجيا إلى أن تصل إلى معدلات غير محسوسة بعد الشهر الثالث من العمر، ولهذا تقترح وتوصي معظم السلطات الصحية ببدء برنامج التطعيمات الأساسية المنتظمة في بعض الدول بعد الشهر الثالث عادة لأن حسب هذه الحقيقة العلمية فاعطاء اللقاحات في عمر مبكر كالشهر الأول قد يؤدي إلى تلف الطعم بتفاعله مع الأجسام المناعية التي منحتها إياه أمه فلا يتحقق الهدف من اعطاء اللقاح ! ولكن هناك بعض اللقاحات يمكن اعطائها في نهاية الأسبوع الأول من العمر كلقاح السل (الذرن) BCG ولقاح التهاب الكبد الفيروسي-ب وبعض السلطات الصحية تفضل اعطاء الجرعة الأولى من بعض اللقاحات في نهاية الشهر الثاني،أما الذي لم يعطى التطعيمات الأساسية منذ مرحلة الرضاعة، فإنه يجب أن يبدأ جدول التطعيمات الأساسية في أي عمر ويجب أن يأخذ كل الجرعات المطلوبة، لكل لقاح، حسب الفواصل الزمنية المذكورة في الجدول كقاعدة أساسية يمشي عليها، فإن التطعيمات لا تحمي، بإذن الله تعالى، إلا تمت جميع جرعاتها اللازمة مع الجرعات المنشطة التي تذكر الجهاز المناعي باستمرار ليفعل وينشط آلياته الدفاعية ضد ميكروب اللقاح المعطي، وهناك موانع للتطعيمات يعرفهاا ويحددها الطبيب وليس الشخص أوالأهل كما يعتقد البعض،بأن بعض التطعيمات لا تصلح لأطفالهم لسبب أو آخر.
الأسباب التي تضعف أو تعطل الجهاز المناعي عن العمل وكيف تتم معالجة هذا الضعف

لا يسع المجال للخوض في تفاصيل الإجابة على هذا السؤال، الصغير في حجمه، الكبير في مضامينه، لأن ذلك يتطلب منا الخوض في علم المناعة بكامله، ولكن يمكن أيجاز الأسباب التي تؤدي إلى أضعاف أو تعطيل عمل الجهاز المناعي عند الأنسان، بتصنيفها ألى نوعين، هما:

أ) الأسباب الأولية الخلقية:

وتنتج من انتقال جينات (مورثات) مرضية من أحد الأبوين أو كلاهما أثناء عملية الإخصاب وتكوين أو خلية في الجنين المرتقب أو نتيجة عيوب تخليقية بأحد مكونات الجهاز المناعي نتيجة سبب غامض ومجهول وتدعى هذه المجموعة من الأسباب طبيا مجموعة أمراض المناعة الأولية أو الخلقية Primary Immunodeficiency Disorders، لأن الأسباب تنشأ مع تخلق الجتين في الحياة الرحمية، ومن أهم أنواعها نذكر مايلي:

1) الأمراض الناتجة من عدم قدرة الخلايا الليمفاوية البائية B-Lymphocytes على إنتاج الأجسام المناعية النوعية المضادة Specific Antibodies or Gamma-immunoglobulins (Igs)، مثل:

•قصور(نقص) الجلوبينات الجامية المناعية المرتبط بالكروموسوم الجنسي السيني (الإنثوي) الخلقي Congenital X-Linked Hypogammaglobulinemia

•قصور الجلوبينات الجامية المناعية الوليدي المؤقت Transient hypogammaglobulinemia of Infancy وهذا النوع قد يتحسن بعدما يكبر الطفل ويتخطى السنين الأولى من العمر.

•تقص مستوى جميع الجلوبينات المناعية ولكن بعكس ذلك يكون مستوى الإميونوجلوبيولين-"إم" عاليا في الدم Imunodeficiency with Hyper-IgM.

•قصور الإميونوجلوبين-"إيه" فقط Selective IgA deficiency، أما باقي الجلوبينات المناعية تكون طبيعية في مستوياتها في الدم.

•قصور الإميونوجلوبين-"إم" فقط Selective IgM deficiency، وباقي الجلوبينات المناعية تكون طبيعية في مستوياتها في الدم.

• قصور الإميونوجلوبين-"جي" فقط Selective IgG deficiency، وباقي الجلوبينات المناعية طبيعية في مستوياتها في الدم.

2) الأمراض الناتجة من عدم قدرة الخلايا الليمفاوية التائية (الزعترية ) على أداء عملها المناعي بشكل صحيح، مثل:

•ولادة الطفل بمتلازمة "داي جورج" DiGeorge Syndrome والذي ينتج من عدم تخلق الغدة الزعترية الخلقيCongenital Thymic Aplasia وهذه الغدة هي المسؤولة عن تنمية وتطوير وظائف الخلايا الليمفاوية التائية التي تقوم بتأدية أدوار المناعة عن طريق الخلايا المتخصصة للدفاع عن الجسم.

•عدم قدرة الخلايا الليمفاوية التائية المتخصصة على أنواع معينة من الميكروبات مثل عدم قدرتها على قتل فطر "الكانديدا" ولهذا نراه يععشعش وينتشر في الجلد وبداخل الجسم، يصعب التخلص منه، ويظهرعلى شكل آفات ندبية ويدعى داء الكانديدا الجلدي المخاطي المزمن Chronic Mucocutaneous Candidiasis وهو داء مكتسب وراثيا من الأبوين أثناء التخلق، وقد يظهر منفردا لوحده أو مرتبطا بأمراض هرمونية أخرى مثل نقص الغدة الجارذرقية المتميز بنقص الكالسيوم في الدم.

3)فصور في كلا النوعين من الليمفاويات، البائية والتائية معا، Combined Antibody-mediated and Cell-Mediated Immunodeficiency Disorders، مثل:

•القصور المناعي المجتمع الشديد Severe Combined Immunodeficiency Disease وينتج من مورث مرضي، إما مرتبط بالكروموسوم السيني الأنثوي أوعلى الكروموسوم الأتوسومالي كصفة متنحية أونتيجة طفرة جينية لأول مرة في تاريخ الأسرة.

•متلازمة "نيزيلوف" Nezelof's Syndrome الذي تنتج من قصور بالخلايا التائية مع وجود أميونوجلوبيولينات غير طبيعية.

•وجود متلازمة الترنح وتمددات الأوعية الدموية Immunodeficiency with Ataxia-Telangiectasia المرتبط مع قصور مناعي شديد.

•وجود متلازمة "الدؤيخ-ويسكوت" ًًWiskott-Aldrich Syndrome التي تتميز بظهور آفات إكزيمية شديدة مع نزف دموي داخلي وفي الجلد نتيجة نقص في تعداد الصفائح الدموية الضرورية لايقاف النزوف الدموية مع قصور مناعي شديد الذي يؤدي إلى التهابات جرثومية شديدة ومتكررة قد تودي بحياة المصاب.

•القصور المناعي الشديد المرتبط مع ورم الغدة الزعترية (الثايموما) Thymoma.

•القصور المناعي الشديد المرتبط مع قزملة الأطراف.
•نقص الليمفاويات النوبي (الدوري) مع وجود الليمفوتوكسين
4)مجموعة الأمراض المناعية الناتجة من اضطراب وظائف الخلايا اللاهمة Phagocytic Dysfunctions المكتسب خلقيا، مثل:

•عدم القدرة على تفتيت وقتل الميكروباتداخل الخلايا اللاهمة مما ينتج هنه ما يعرف بداء التندب المزمن Chronic Granulomatous Disease.

•وجود متلازمة "شيدياك_هيجاشي" Chediak- Highashi Syndrome.

•وجود متلازمة "جوب" Job's Syndrome

•يحدث عدم القدرة على قتل الميكروبات داخل الخلايا اللاهمة نتيجة نقص بعض الخمائر (الأنزيمات) المطلوبة لاتمام عملية الهضم والتفتيت مثل:

- نقص إنزيم الجي- سيكس- بي- دي G6PD deficiency

- نقص أنزيم "التافتسين" Tuftsin Deficiency .

- نقص أنزيم "المايلاو بروكسيديز" Myeloperoxidase Deficiency.

* متلازمة "البيض عديدات النوى الكسولة" Lazy Leukocyte Syndrome وفي هذه الحالة تكون استجابة عديدات النوى بطيئة جدا، حيث تمنح الفرصة للميكروب بالانقسام والتكاثر والانتشار.
5) مجموعة الأمراض المناعية الناتجة من نقص مستوى أو اعتلال وظائف أحد أو بعض المكملات المناعية Compliment Deficiency or Dysfunction.
ب) الأسباب الثانوية المكتسبة:

وهذه تنتج من وجود مرض خلقي آخر أو مرض عضوي غير مناعي يؤثرعلى وظائف الجهاز المناعي أو بسبب وجود عوامل طارئة تؤثر أو تمنع أوتتلف آليات الدفاعات المناعية في الجسم، مثل:
* تأثير بعض الأدوية والمواد الكيميائية على مراكز انتاج الخلايا المناعية مثل نخاع العظم كدواء الفينوتوين المستخدم لعلاج الصرع ودواء الـ"دي-بناسيللامين" وأدوية تثبيط المناعة المسخدمة لتثبيت الأعضاء المزروعة وأدوية ألستيرويدات (الكورتيزونات) وغيرها.

* تأثير بعض الفيروسات على مراكزانتاج الخلايا المناعية.
* سوء التغذية و سوء الأمتصاص التي تؤدي إلى نقص العناصر الضرورية لبناء الخامات والعناصر الأولية والإنزيمات المصنعة اللازمة لانتاج المواد اللازمة لتسيير وبناء عدة وآليات الدفاع المناعي، فمثلا: نقص مادة الزنك والحديد الضروريان لعمل الجهاز المناعي يعطل عمل الجهاز المناعي بشكل كبير ويجعل الجسم عرضة لاتهابات ميكروبية متكررة وكذلك بعض العناصر الغذائية الأخرى خصوصا الفيتامينات ومضادات التأكسد.

* في كثير من حالات اعتلالات القناة الهضمية خاصة تلك الفاقدة للبروتينات الغذائية في البراز وهذا يصاحبه عدم قدرة الخلايا المناعية البائية على تأدية وظائفها بصورة صحيحة فلا تتمكن من انتاج أجسام مناعية مضادة متخصصة لأن انتاجها يتطلب وفرة من الأحماض الأمينية التي تشتق من البروتينات، ولهذا تضعف مقاومة الجسم للأمراض.

* كثيرا من الأمراض السرطانية خاصة اللوكيميا أي سرطان الدم الأبيض والليمفوما (سرطان الغدد الليمفاوية) يصاحبها قصور شديد في أداء الجهاز المناعي بجسم المصاب بهذه الأمراض.

* قصور وظائف الخلايا الليمفاوية البائية يكون عادة ثانويا لنقص إنزيم "5- نيكليو تيديز" 5"Nucleotidase Deficiency.

* قصور وظائف الخلايا الليمفاوية التائية يكون عادة ثانويا لنقص إنزيم "بيورين نيوكليوسايد فسفوريليز" Purine Nucloside Phosphorylase Deficiency.

* قصورمناعي مجتمع يكون عادة ثانويا لنقص إنزيم "أدينوسين دي-أمينيز" ِAdenosine Deaminase Deficiency.

* وقد ينتج اختلال في وظائف الجهاز المناعي نتيجة تفاعل مناعي شديد مع أنسجة مزروعة في الجسم مثل زرع نخاع العظم Grfrt Versus Host Reaction (GVH) Disease .

وجود أمراض ميكروبية شرهة عنيدة مزمنة مثل السل (الذرن) والجذام والزهري وغيره ينهك طاقات الجهاز المناعي فيكل عن العمل وتقل مقاومته للميكروبات الأخرى لدى يجب اكتشافها مبكرا ومعالجاتها بالوسائل الطبية الناجعة قبل استفحالها.

* الإلتهابات الفبروسية المزمنة التي يصعب التخلص منها مثل الهربس والأيدز والتهاب الكبد البائي والجيمي وفيروس "أببشتاين" وغيره.

*وجود الأمراض العضوية المزمنة مثل أمراض الكبد المزمنة وأمراض الكلية المزمنة وأمراض القناة الهضمية التي تؤدي إلى سوء الهضم وسوء امتصاص العناصر الغذائية وكذلك أمراض الرئة المزمنة وفقر الدم المزمن والأمراض السرطانية التي وصلت إلى مراحلها النهائية كل هذه الأمراض يصاحبها قصور وضعف في أداء الجهاز المناعي ولهذا يجب معالجة الأمراض العضوية قبل استفحالها لكي لا تنهك قور الجسم ودفاعاته الطبيعية.

* وجود أمراض استقلابية وهرمونية بالجسم مثل داء السكري Diabetes mellitus ودا "كوشينغ" Cushing's Disease حيث يصاحب هذه الأمراض عادة قصور في أداء الجهازالمناعي.

•يصاحب الأمراض مثل داء "الساركويد" وتشمع الكبد الناتج من الإدمان على المشروبات الكحولية ومتلازمة "داون" أو المنغولية قصور شديد في وظائف الجهاز المناعي الطبيعية.

* يلاحظ أن جهاز المناعة في المواليد الخدًج (أي مولودين قبل الأوان ووزن ناقص عن المعدل الطبيعي) وبعض حديثي الولادة لا يعمل بصورة طبيعية لفترة مؤقتة، ولكنه يتحسن فبما بعد تدريجيا ويعمل بصورة طبيعية مع نمو الطفل والإهتمام بغذائه الحي المتوازن.

ماهي الأعراض والعلامات التي تشير إلى وجود ضعف أو خلل بجهازنا المناعي،
وما هو داء قصور المناعة المكتسب (العوز المناعي المكتسب أو "الإيـدز"،
وماهي الفحوصات الطبية المختبرية التي نستطيع بها تقييم أداء الجهاز المناعي بالجسم ؟

إن ظهورالأعراض والعلامات الإكلينيكية التي تشير إلى وجد ضعف أو خلل بالجهاز المناعي تعتمد على نوع المرض المناعي المصاب به الشخص وكذلك يعتمد على السبب الذي أدى إلى المرض المناعي المعني، ولكن أهم الأعراض والعلامات الإكلينيكية العامة التي تشير ألى وجود خلل مناعي عند شخص ما، هي:

•حدوث الإلتهابات الميكروبية أوالفيروسية أوالفطرية الجلدية أو الداخلية، بصور مزمنة، و تكرر حدوثها أو سرعة رجوعها بعد معالجتها جيدا.

•ظهور آفات إكزيمية على الجلد مصاحبة لآفات صديدية والتهابات جرثومية متكررة، ككثرة ظهور الحبوب الصديدة والدمامل في الجلد.

•ارتفاع نسبة الإصابة بأمراض الحساسية وسهولة التحسس للمركبات الكيميائية الموجودة في البيئة والهواء والطعام.

•ظهور علامات الإصابة بأمراض الأنسجة الضامة مثل الذئبة الحمراء والتهاب الجلد والعضلات والتصلب الجلدي الجهازي المنتشر وغيرها.

•حدوث آفات شروية (آرتيكارية) مزمنة أو متكررة عنيدة لا تستجيب للعلاج بسهولة خصوصا تلك المصحوبة بتورم الجفون والشفتين واليدين والقدمين وضيق التنفس (ألأنجيو-إديما) Angioedema.

•حدوث أسهال مزمن أو متكرر لا يستجيب للعلاج بسهولة، يؤدي إلى سوء امتصاص العناصر الغذائية ونقص الوزن وعدم قدرة الأطفال على النمو الجسماني الطولي.

•حدوث التهابات عضوية مزمنة أو متكررة مثل التهابات الأذن والحلق والتهابات الجيوب الأنفية أو النزلات الشعبية أو الإلتهابات الرئوية (النيمونيا Pnemonia).

•صعوبة التخلص والشفاء من الفطريات البيضاء بالرغم من تكرار علاجها بمضادات فطرية فعالة أو سرعة رجوعها وانتشارها بعد زوالها مؤشر قوي على وجود خلل مناعي بالجسم، يجب البحث عن سببه.

•هناك أعراض وعلامات خاصة تميز كل مرض مناعي عن غيره فمثلا متلازمة الترنح ذات التمدد الوعائي المصحوب بالقصور المناعي يتميز بوجود ترنح في مشية المصاب ورقص بمقلة العين وظهور تمددات وعائية شبكية على سطح الجلد، وأحيانا ظهور داء السكري الذي لا يستجيب للمعالجة بالإنسيولين بالاضافة إلى علامات القصور المناعي ومتلازمة "ويسكوت-ألدريخ" يتميزبظهور آفات إكزيمية تشبه إلإكزيما الأتوبية، وكذلك بحدوث نوبات من الإسهال الشديد المدمم وبظهور نزوف دموية في الجلد وبالاعضاء نتيجة نقص شديد في تعداد الصفائح الدموية هذا بالاضافة إلى الإلتهابات الجرثومية المتكررة نتيجة اختلال الجهاز المناعي.
وكمثال على أمراض المناعة المكتسبة أي التي تحدث نتيجة تأثير سبب خارجي وليس مكتسبا بالخلقة كما في الأمراض المناعية الأولية، نذكر متلازمة قصور المناعة المكتسب ( العوزالمناعي المكتسب أو "لأدز").

ما متلازمة قصور المناعة المكتسب (الإيدز)؟
الأيدز AIDS مرض وبائي فيروسي ينتقل من الأشخاص المصابين إلى الأصحاء عن طريق الممارسات الجنسية غير المشروعة التي حرمها الله خاصة اللواط وسببه دخول فيروسات من أحد نوعين من جنس فيروسات "الريترو" Retroviruses إما "أتش – آي – إف 1 " أو "2" HIV1 or HIV2 محدثا في الجسم أعراضا وعلامات عديدة، تتدرج من كون المصاب حاملا للفيروس دون ظهور أي أعراض أعلامات إكلينيكية لفترة من الزمن حتى يقضي على الخلايا الليمفاوية المناعية المتخصصة خاصة الخلاية التائية المساعدة T-Helper Cells فتظهر عندئذ الأعراض والعلامات وتزداد في الشدة حتى تنهك قوى الجسم وتبور العزيمة ويخبو النشاط فتتدهورالصحة وتخور المناعة ويصبح الجسم فريسة للأمراض والجراثيم بشتى أنواعها، حتى يصل المصاب رمقه الأخيرويستعد لتوديع الحياة نادما على لحظة أنس وملذة شيطانية مؤقتة أعفبتها ندامة وحسرة دائمة، فهل نتعظ ونتبع أوامر الرحمن بدل أن نعصي وونقاد للوساوس الشيطان ! اللهم جنبنا شرور أنفسنا ووساوس الشيطان، اللهم آمين.
كيف نقيم اداء الجهاز المناعي مختبريا بشكل، أولي؟

نستطيع عمل ذلك باجراء الفحوصات المختبرية التالية:

1)صورة كاملة للدم CBC لمعرفة تعداد كريات الدم البيض والتعداد العام للخلايا الليمفاوية، كذلك نتعرف على التعداد التمييزي التفاضلي Differntial Counts خلايا الدم البيضاء.

2)لمعرفة حالة المناعة التي تتم عن طريق الأجسام المناعية المتخصصة Antibody-Mediated Immunity، ذلك يتم باجراء الفحوصات التالية:

•قياس مستويات "الإميونوجلوبيولينات في الدم أي مستوى IgA, IgM, IgG, IgE & IgD.

•فحص "شيك" Schick Test، وهذا يقيس استجابة المناعي "جي" النوعية للأجسام الغريبة.

•قياس مستوى المضادات المناعية ضد أنتيجينات التي على سطح كريات الحمراء اي الأنتيجين A , B والتي تحدد فصائل الدم وهذا يعطي فكرة عن وظيفة المناعي "إم" IgM function.



3)لمعرفة حالة المناعة التي تتم عن طريق الخلايا الليمفاوية التائية المتخصصة Cell-mediated Immunity ، تعمل الفحوصات التالية:
•عمل تعداد تمييزي نسبي WBC count & Differential لكريات الدم البيضاء في الدم لمعرفة نسبة الخلايا الليمفاوية Lymphocytes منها، وهل نسبتها طبيعية أم لا. والمعدل الطبيعي للخلايا الليمفاوية في البالغين يجب أن يتراوح مابين 20-40 % من التعداد العام لكريات الدم البيضاء في الدم، وإذا قلت عن 20% يدل ذلك على خلل في انتاجها أو وجود أسباب تعيق انتاجها أو تعجل باندثارها في الجسم يجب الكشف عنه.
•فحص تمييزي دقيق لمعرفة نسبة كل نوع من أنواع الخلايا الليمفاوية من النوعين البائي والتائي، كايجاد نسبة كل الخلايا البائية B-cells والبتئية T-cells من نوع المساعدات T-helpers والتائية من القاتلات T-cytotoxic cells والتائية من المثبطات T-suppressor cells من التعداد العام للخلايا الليمفاوية، وهذا يتطلب فحوصات ذات تقنية عالية قد لا تتوقر في معظم المستشفيات ماعدا تللك التي تمتلك امكانيات طبية متطورة .
•إجراء الفحوصات التي تكشف عن الوظائف النوعية للخلايا التائية وتدعى فحوصات المناعة الخلوية أو فحوصات فرط المناعة المتأخرة Delayed Hypersensivity tests مثل: فحص الدرن "التيوبر كيلوين أو "البي.بي .دي" PPD أو فحص التحسس للفطر الأبيض "الكانديدين" Candidin وغيره من الفحوصات المعروفة.
4)لمعرفة حالة المناعة التي تتم عن طريق نظام اللهم والتفتيت، يمكن عمل الفحوصات

التالية:
•فحوصات الكشف عن كفاءة الهم والتفتيت للخلايا البيض عديدات النوى.
اجراء فحص الـ"إن.تي.بي" NTB وهو فحص دقيق للكشف عن كفاءة البيض واللاهمات الكبيرة.
5)للكشف عن اختلال نظام المكملات المناعية Compliment system Disorders يتم عمل الفحوصات التالية:
•قياس مستوى المكمل الإنحلالي الـ"سي.أتش 50" Hemolytic Compliment (CH50) وهو مؤشرعام جيد يدلنا على أي نقص كمي في نظام المكملات.
•قياس مستوى كل مكمل مناعي بمفرده خاصة الكملان سي2 وسي3 وسي4 C2,C3 & C4.
6) هناك فحوصات خاصة نوعية تعمل حسب نوع المرض المناعي ومسببه وبعضها يتطلب اجراء فحوصات عالية التقنية لا توجدإلا في مراكز طبية محددة.